الأحد، 23 مايو 2010

عن الإسلام والدولار ومالايقال ’’ الجانب النقلى ’’



تعرضنا فى مقال سابق للرد على أطروحة برنامج ( مالا يقال ) وحلقته ( المتنصرون ) على قناة
( بى بى سى العربية ) , والتى كانت حول الإجابة على سؤال ( لماذا يهاجم المتنصرون ديانتهم السابقة ؟ )
كان هذا قبل عرض البرنامج , وبعد عرض البرنامج فقد ثبت لنا صدق حدسنا , من أن هدف البرنامج
ماكان إلا محاولة دنيئة لتصوير المتنصرين على أنهم قوم مفترون يهاجمون الإسلام الطيب المتسامح
الذى لايقف ضد التبشير ولا يهاجمهم ولا يتعرض بأى مساس لحريتهم !!!!!
وأعتقد أننا قمنا بتفنيد هذه الأكاذيب فى المقال السابق , لكن , وبعد عرض البرنامج وجدنا أن هناك أطروحة
أخرى حاول البرنامج دسها بخبث ودهاء شديدين , وتتمثل هذه الأطروحة فى أن :
= المبشرون يقدمون رسالة المسيح للمسلمين بالخبز والدولار
= المتنصرون أناس غيروا عقيدتهم مقابل حفنة من الدولارات !!!
= القضية برمتها قضية تمويل وتبرعات !!!
ولأننا صادقون إلى حد النخاع , شفافون إلى حد السفور , فقد رأينا مناقشة تلك الأطروحة بمنتهى الصراحة
, رافضين الأحاديث المرسلة , والإدعاءات التى لا تستند إلى دليل , بل سيكون منهجنا فى المناقشة ,
هو منهج الواثقين , المستندين دوما فى حديثهم للوثائق والبراهين ,
وبنعمة الرب فسوف يكون ردنا فى نقاط محددة :

أولا : إننا ندعوا كل من قالوا بهذه الأطروحة / الكذبة , أن يأتوا لنا بدليل واحد أو تعليم واحد أو اية واحدة
عبر صفحات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد , تنادى بتبشير المسلمين أو غيرهم بالمال , أو أن يأتوا
لنا بحالة واحدة عبر صفحات الكتاب المقدس تقاضت أموالا فى مقابل إيمانها وشهادتها للرب يسوع المسيح
, وهذا تحدى لمن أراد قبوله .

ثانيا : عند هذه النقطة , قد يقف لنا أحد عوام المسلمين من غير العارفين بماّ سى دينهم , ليقول لى :
’’ وأنا أتحداك أيضا أن تأتى لى باّ ية واحدة من القرأن أو تعليم قرأنى واحد ينادى بدعوة الناس للإسلام
مقابل المال , أو تأتى لى بحالة واحدة من تاريخ السيرة النبوية , تقاضت أموالا فى مقابل إسلامها ’’
وهنا , سأكون سريعا وغير مترددا فى قبول التحدى , بل سأقدمه الأن وعلى رأس الأشهاد , علنا نصل
إلى الحقيقة التى يريد شيوخ المسلمين إخفائها والتعتيم عليها بالشوشرة والصوت العالى فى إتهام الاخر
البرىء بدائهم المتأصل ومرضهم المستحكم , وكما يقول المثل العربى :
(( رمتنى بدائها وإنسلت )) !!!!!!
والان نأتى على الدليل القرأنى على أسلمة الناس مقابل المال :
سورة ( التوبة ) , الاية ( 60 ) : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى
الرقاب والغارمين وفى سبيل الله فريضة من الله والله عليم حكيم )) ( التوبة 60 )
هل يستطيع أى من شيوخ المسلمين أن يجيبنا بوضوح من هم ( المؤلفة قلوبهم ) المشار إليهم فى الاية ؟!!!!!
تعالوا لنقرأ التفاسير حتى تتضح الحقيقة ويرد كيد كل كاذب إلى نحره
:
= جاء فى ( تفسير القرأن العظيم ) لإبن كثير : (( وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام : منهم من يعطى ليسلم كما
أعطى النبى (ص ) صفوان بن أمية من غنائم حنين , وقد كان شهدها مشركا , قال: فلم يزل يعطينى حتى
صار أحب الناس إلىً بعد أن كان أبغض الناس إلىً ,
كما قال الإمام أحمد : حدثنا زكريا بن عدى أنا إبن
المبارك عن يونس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال : أعطانى رسول الله (ص)
يوم حنين وإنه لأبغض الناس إلىً فمازال يعطينى حتى إنه لأحب الناس إلىً , رواه مسلم والترمذى من حديث
يونس عن الزهرى به , ومنهم من يعطى ليحسن إسلامه ويثبت قلبه , كما أعطى يوم حنين أيضا جماعة من
صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل وقال : إنى لأعطى الرجل وغيره أحب إلىً منه خشية أن يكبه الله
على وجهه فى نار جهنم . وفى الصحيحين عن أبى سعيد أن عليا بعث إلى النبى (ص) بذهبية فى تربتها
من اليمن فقسمها بين أربعة نفر : الأقرع بن حابس وعينية بن بدر وعلقمة بن علاثة وزيد الخير , وقال:
’’ أتألفهم ’’ , ومنهم من يعطى لما يرجى من إسلام نظرائه , ومنهم من يعطى ليجبى الصدقات ممن يليه
أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد , ومحل تفصيل هذا فى كتب الفروع والله أعلم . ))

هل عرفتم الأن من هم المؤلفة قلوبه ؟
أربعة أقسام بحسب ماجاء فى تفسير إبن كثير :
= قوم يتم رشوتهم بالمال حتى يسلموا , وقد رأيتم فى ذلك التأثير السحرى للدنانير الذى جعل (محمد) عند
صفوان بن أمية , أحب الناس إليه بعد أن كان أبغض الناس إليه !!!!
= قوم أسلموا بالفعل ولكن يتم الإستمرار فى رشوتهم بالمال حتى يثبت قلبهم على الإسلام ولايتركوه – ولا
أعرف أى قلب هذا الذى يثبت على العقائد بالمال إلا إن كانوا يقصدون قلوب عصابات التسول - !!!
= قوم من الذين أسلموا يعطوا أموالا حتى يراهم أقاربهم وأصدقائهم ممن لم يسلموا بعد فى حال مترف
فيغريهم ذلك أن يسلموا حتى يصيروا مثلهم وتغدق عليهم الأموال !!!!!!
= قوم يعطون نقودا كرشوة مقابل أن يساعدوا (محمد) أو خلفائه من حكام المسلمين , فى جمع الصدقات
والجبايات والإتاوات من باقى المسلمين !!!!!
هل رأيتم يامن ترموننا بالباطل محاولين إخفاء باطلكم والذى إن سكتم عنه نطقت به كتبكم ؟!
ولدينا المزيد :
جاء فى تفسير ( جامع البيان عن تأويل اى القرأن ) لإبن جرير الطبرى , تفسيرا للأية (60) من سورة
التوبة سالفة الذكر : (( وأما المؤلفة قلوبهم : فإنهم قوم كانوا يتألفون على الإسلام ممن لم تصح نصرته
إستصلاحا به نفسه وعشيرته , كأبى سفيان بن حرب وعينية بن بدر والأقرع بن حابس ونظرائهم من رؤساء القبائل . وبنحو الذى قلنا فى ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : عن إبن عباس قوله : ’’ والمؤلفة قلوبهم ’’ وهم قوم كانوا يأتون رسول الله (ص) قد أسلموا , وكان رسول الله (ص) يرضخ لهم من الصدقات , فإذا أعطاهم من الصدقات فأصابوا منها خيرا قالوا : هذا دين صالح , وإن كان غير ذلك عابوه وتركوه. ))
أرأيتم يامن ترمون الشرفاء بباطلكم , لاحظوا العبارة الأخيرة : (( فإذا أعطاهم من الصدقات فأصابوا منها خيرا قالوا : هذا دين صالح , وإن كان غير ذلك , عابوه وتركوه . )) – يبدو أن صحابة رسول المسلمين كانوا يؤمنون بالمثل الشعبى المنتشر فى الحوارى والأزقة ’’ أبجنى تجدنى ’’ –
وقد يقول قائل محاولا إعلاء صوته فوق صوت الصدمة التى أفجعته صارخا : هؤلاء ليسوا صحابة !!
وللرد نقول : اقرأ أسمائهم أولا لتعرف إن كانوا صحابة أم لا , وأسمائهم موجودة , فكتبكم المنتفخة بالهراء لاتبخل علينا بشىء , وقد ذكر ابن كثير منهم ( صفوان بن أمية ) كنموذج , بينما يتعرض الطبرى فى تفسيره لنماذج أخرى : (( عن يحيى بن أبى كثير : أن المؤلفة قلوبهم :
من بنى أمية : أبو سفيان بن حرب .
من بنى مخزوم : الحارث بن هشام , وعبد الرحمن بن يربوع .
ومن بنى جمح : صفوان بن أمية .
ومن بنى عامر بن لؤى : سهيل بن عمرو , وحويطب بن عبد العزى .
ومن بنى أسد: بن عبد العزى حكيم بن خزام .
ومن بنى هاشم : سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ( ابن عم محمد )
ومن بنى فزارة: عيينة بن حصن بن بدر .
ومن بنى تميم : الأقرع بن حابس .
ومن بنى نصر : مالك بن عوف .
ومن بنى سليم : العباس بن مرداس .
ومن ثقيف : العلاء بن حارثة .
))
ها ثم ها ياجهابذة العلوم الإسلامية , صحابة هؤلاء أم ليسوا بصحابة , وبصرف النظر عن كينونة المرتشين أنظروا إلى الراشى ( رسول المسلمين ) ومصدر عقيدة الرشوة ( القرأن ) وهدف الرشوة ( أسلمة أكبر عدد من الناس ) والعدد فى الليمون كما يعلم الحاذقون !!!!!!
وأخيرا وليس اخرا أسوق لكم من كتب الحديث المحمدية , قصة طريفة , يحكى أن الأنصار عندما رأوا محمد , يوزع الرشاوى على الناس ليسلموا تحت مظلة المؤلفة قلوبهم , ذهبوا إليه وقالوا له : ’’ عايزين نصيبنا يامعلم , د احنا اللى عملناك يا بابا ’’ , لكن محمد كان ماكرا فقال لهم ’’ اه وماله , فى الجنة بقى ونتقابل عند الحوض ونقعد عند الحوض ونشرب من الحوض ’’ حتى ظنوه سباكا هههههههههه,
قد يبدوا هذا الكلام نكتة ولكنه الحقيقة !!!
جاء فى صحيح مسلم : (( أن رسول الله (ص) لما فتح حنينا قسم الغنائم , فأعطى المؤلفة قلوبهم , فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس . فقام رسول الله (ص) فخطبهم , فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال: يامعشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بى؟! وعالة , فأغناكم الله بى؟ ومتفرقين فجمعكم الله بى؟
ويقولون : الله ورسوله أمن . فقال : ألا تجيبونى ؟ فقالوا : الله ورسوله أمن . فقال : أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا , وكان من الأمر كذا وكذا – لأشياء عددها زعم عمرو أن لايحفظها – فقال : ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله فى رحالكم ؟ الأنصار شعار والناس دثار . ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . ولو سلك الناس واديا وشعبا , لسلكت وادى الأنصار وشعبهم . إنكم ستلقون بعدى أثره .
فإصبروا حتى تلقونى على الحوض
)) ( الراوى : عبد الله بن زيد الأنصارى , المحدث : مسلم , المصدر : المسند الصحيح , الصفحة أو الرقم : 1061 , خلاصة الدرجة صحيح )
’’ يعنى هوببساطة قالهم هتعملوا عليا أنصار , د أنا أنصارى قديم وإحنا اللى دهنا الهوا دوكوا , هما هياخدوا فلوس بس لاهيروحوا الجنة ولا هيشوفوا الحوض , لكن انتم هتقابلونى على الحوض , وكده يبقى مات الكلام , توقيع أخوكم النبى صبونة , هههههههههه’’
وإلى هنا نكون قد أثبتنا كذب وإدعاء كل من يقولون بهذه الاطروحة من ناحية الجانب النقلى ( كتابنا وكتابكم , عقيدتنا وعقيدتكم , وأتمنى أن يكون كيد المفترين قد إرتد إلى نحرهم فى هذا الجانب ,
أما بخصوص الجانب العملى , وما يحدث على الساحة من وقائع وأحداث , فترقبوا مقال قادم مرفق بالأرقام والأدلة على فضائح المال والدعوة الإسلامية , ليرى معد البرنامج ومن يحاكيه فى الطرح , كيف أن الدعوة الإسلامية ماهى إلا تجارة رخيصة , فإلى المقال القادم بنعمة الرب .

كتب : محمد حجازى ( بيشوى )

ليست هناك تعليقات: