الأربعاء، 25 يونيو 2008

لاهوت السياسة ...وسياسة اللاهوت

منذ أيام قيلة إلتقيت بأحد أصدقائى الخدام فى إحدى المؤتمرات الكنسية - وبالمناسبة هو صديق قديم وأكن له كل إحترام فهو خادم متواضع القلب ومعلم رائع ليس عندى فقط بل عند كثيرين جداً - المهم أننا تجاذبنا أطراف الحديث فى موضوعات كثيرة كتابيه ولاهوتيه وتاريخية ...ألخ .
حتى جاءت الجزئية الشائكة فى النقاش والتى هى بيت القصيد ، وحجر الزاوية فى هذا المقال .
قلت له : هل تابعت الأحداث المؤسفة الأخيرة فى الزيتون وأبوفانا والمنيا والفيوم ؟!!
تنهد صديقى بأسى
قال لى : نعم بالطبع
قلت له : وكيف ترى الحل ؟
قال لى : ربنا موجود ، لا نملك سوى الصلاة
قلت له : بكل تأكيد ربنا موجود وهو يعمل دائماً (( أنا اعمل وأبى أيضاً يعمل )) لكن المسيح لم يعطنا روح السلبيه والتراخى ووأد الصراخات بل أعطانا روح القوة والصمود والفعل المسيح يرزقنا كما يرزق طيور السماء ويكسونا كما يكسوا زنابق الحقل ولكن (( من لا يعمل لا يأكل أيضاً )) المسيح ((يريد أن جميع البشر يخلصون وإلى معرفة الحق يهتدون )) وهو قادر على ذلك ولكن الكتاب يقول ((كيف يؤمنون بلا كارز )) .
المسيح يريدنا أن نبدأ ونفعل شيئاً ثم يتدخل هو ويكلل عملنا بالنجاح .
المسيح لا يعرف التلاميذ السلبيين وشروط التلمذة للسيد ليس من بينها السلبية .
قال لى : كونوا حكماء .
قلت له : بكل تأكيد ، ولكن قل لى هل تابعت تفاصيل الأحداث على مواقع ( كذا ،وكذا ، وكذا ...) .
قال لى :لا ... هذه المواقع ليست مسيحية !!!
قلت له بدهشة : نـعـم ؟!!!
قال لى ( بثقة المالك لناصية الحقيقة ): هذه المواقع سياسية !!!
قلت له : وما هو المانع من أن تكون مواقع قبطية سياسية ؟!
قال لى :((مملكتى ليست من هذا العالم )).
وهنا نأتى إلى القضية المحورية التى نريد عرضها فى هذا المقال
وهى : هل اللاهوت ضد السياسة وهل السياسة ضد اللاهوت ؟؟؟
وهل ينبغى أن يبتعد المؤمن عن السياسة ؟
وهل من المفترض أن يترك المؤمن حقوقة ولا يدافع عنها ؟
هل ينبغى أن نسكت على الإضطهاد والتمييز الدينى والغزو الثقافى الوهابى ؟
هل ينبغى أن نسكت على نظام الحكم الوهابى فى مصر ؟!
يخبرنا الكتاب بأن كثيرون هم من يأخذون نصف الحقائق ويكرزون بنصف مسيح ، حتى أنهم ينطبق عليهم قول الكتاب :
(( هو ذا النصف لم أخبر به )) .
وينسون أهم مبادىء قراءة الكتاب المقدس :(( قارنين الروحيات بالروحيات )).
يطلقونها فى وجهك : (( مملكتى ليست من هذا العالم )) هكذا منتزعة من سياقها متناسين قول المسيح له المجد
(( أنتم نور العالم ))
(( أنتم ملح الأرض ))
هم لم يقوموا بدور القارنين للروحيات ليعرفوا أننا بالحقيقة لسنا من هذا العالم لسنا من شهواته ،ورذائله ولكننا فى العالم : نور فى الوسط وليس (( تحت المكيال )) .
لنا دور نضالى وسط العالم ، وليس فى المغارات وفى مسام الأرض (( لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير )).
يناسلون هؤلاء أننا صرخنا فى كل محفل :(لماذا تضطهدنى ؟!؟) .
فنحن لا نفعل إلا مثلما فعل معلمنا وسيدنا عندما قال (( لماذا تلطمنى )) .
يتناسون هؤلاء أننا عندما نصرخ فى وجوه مضطهدينا (نحن الأقباط أصحاب البلد وليس من حقكم أنتضطهدونا ).
أنما نقول ونفعل مثلما فعلها وقالها بولس الرسول بالوحى (( أنا مواطن رومانى وليس من حقك أن تضربنى )) .
يتناسون هؤلاء أننا عندما نناضل ونصرخ فى وجه حاكم طاغية يمنعنا من الكرازة وبناء الكنائس وحرية الإعتقاد
أنما نفعل ونقول أقل مما فعله وقاله سيدنا المسيح له المجد ، للفريسيين الذين قالوا له أخرج من هنا لأن هيرودس يريد قتلك فقال لهم :
(( أمضوا وقولوا لهذا الثعلب : ها أنا أخرج الشياطين ،وأشفى اليوم وغداً ، وفى اليوم الثالث أكمل )) .
يتناسون هؤلاء أن المسيح له المجد قد ذهب بنفسه وطرد الباعة والصيارفة وقلب موائدهم وطهر الهيكل .
يتناسون أنهم هيكله (( ألا تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم )) .
وأشعر أن أحدهم يريد أن يوقفنى الان عن الكتابه ليقول لى ببتر الأيه من السياق (( أعط مالقيصر لقيصر وما لله لله ))
وأجيبهم فى أسى ، كما أجاب سيدى وسيدهم يسوع المسيح
(( لمن هذه العملة ))؟!!!
من الذى صمت حتى وضعت صورة هيردوس على العمله
من الذى صمت على الإحتلال الرومانى
من الذى صمت على الإحتلال العربى حتى وضعت( المادة الثانية ) فوق العملة وفى قدس أقداس الدستور المصرى !!
من الذى صمت على الإحتلال العربى ودفع الضرائب للأزهر ليطبع كتباً نابيه تقول أنه ( يجوز مسح المؤخرة بعد التغوط بورق التوراة والإنجيل ) .
الحقيقة دائماً جارحة لكنها دائماً هى الحل الفعال
لو كان يسوع يريدهم أن يسكتوا على قيصر لقال لهم نعم أدفعوا الجزية لقيصر وما كان قد كشف حقيقتهم أمام أنفسهم :(( لمن هذه العمله ))
أحبائى :
المشكلة الحقيقية أن هناك من يبشرون بإله صلب ومازال مصلوباً
وهناك من يبشرون بإله صلب وقام ساحقاً الموت بالموت
ليعطى لنا الحياة
ليعطى لنا النضال
ليعطى لنا الأمل
كتب / محمد حجازى (بيشوى )

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

المسيحيين اللي عملين نفسهم روحيين قوي جداهيقولولك السياسة حرام احنا لينا وطن تاني
طيب طالما ليكوا وطن تاني أرفنا ليه وتعبنا ليه بالصراخ والعويل واللطم والصلاة ان ربنا يدافع عنكم وانتوا متنيلين ساكتين وليه عملين تجمعوا فلوس وتحاربوا بعض علشان خدمة هنا وسبوبة هناك يا روحييييين يا سماوييين يا ميتيييين على العالم

رحلة بحث عن الله .. يقول...

شكرا ليك يا استاذ (بيشوى) على المدونة الرائعة دى..اتمنى تكون فعلا روح للمتنصرين وبيت لهم ..
........................
اتمنى تزور مدونتى المتواضعة الهدف منها تعريف الشباب على المسيح ..بطريقة سهلة ..اتمنى تزورنى على
http://fortruegod.blogspot.com

سامح العروسي يقول...

علي فكرة يا حجازي انت طلعت ممثل قدير جدا ومن وجهة نظري انت افضل بكتير من عمر الشريف و عادل امام لازم تاخد جائزة علي براعتك دي في التمثيل

رحلة بحث عن الله .. يقول...

اخى بيشوى ..
شكرا لحضرتك على المجهود الرائع ..ونتمنى من حضرتك المشاركة معنا فى حوار الاديان على مدونتى (البحث عن الله )
www.fortruegod.blogspot.com
اتمنى تزورنى وتقول رئيك معانا ..نحن المتنصرون يجب ان نتحد ونشارك معا بايدى واحدة كما علمنا المسيح ..

غير معرف يقول...

شكرا ليكوم علي المدونات دية بتوعت المتنصريين انتوا عملتوا تجمع حلو

ماري بنت يسوع

المتنصًرون الأقبـــاط يقول...

للاسف السياسية دائما مرتبطة بالدين وخاصه في بالاد حكمها واحتلها الاسلام