السبت، 29 مايو 2010
المسلمون فى النار ... ردا على الشيخ أمجد الأردنى
لعله من أكثر الأمور التى استوقفتنى فى الحلقة النقاشية المزعومة والتى قدمها برنامج ( مالايقال ) والخاصة
بقضية المتنصرين , لهو حديث الشيخ أمجد الأردنى , فقد قام الرجل بتقديم كوكتيلا غريبا يحسد عليه , حيث
إستطاع الجمع بين التقية والحربائية من جانب وبين الفجاجة والسفور من جانب اخر !!
ولن نناقش فى هذا المقال حربائية الشيخ وإدعائه بأنه لايعارض التبشير كما أن دولته ( الأردن ) لاتتعرض
للمبشرين , فهذا كلام يستطيع تكذيبه أصغر صبى يهوى قراءة الملف الحقوقى لدولة الأردن , حيث يستطيع
أن يقرأ بتوسع عن أعداد المبشرين الذين قامت الحكومة الأردنية بطردهم أو سجنهم أو عدم السماح بتجديد
الإقامة لهم , وكذلك مايحدث للمتنصرين فى هذا البلد من سجن وتعذيب وإهانة مما لايسعنا ذكره فى هذا
المقال , ولكن مايعنينى فى هذا المقال , هو عبارة الشيخ الأكثر فجاجة وسفورا , حيث قال ردا على سؤال
المذيعة حول هل تؤيد التبشير بين المسلمين قائلا : ’’ أنا ماعنديش مشكلة اللى عايز يروح جهنم هوه حر ’’!
وتحمل عبارة الشيخ أمجد قدرا كبيرا من العنجهية والعنترية غير المستنده لدليل , وهذا الأمر ليس بمستغرب
على العرب وشيوخهم , فالشيخ أمجد فى قوله هذا عربى أصيل , حيث يظل العرب دائما وأبدا ينطبق عليهم
الوصف الدقيق الذى وصفهم به الكاتب الكبير ( عبد الله القصيمى ) من حيث أنهم : ( ظاهرة صوتية ) ,
ولو أننى أحب أن أضيف شيئا لوصف الأستاذ القصيمى للعرب , فالعرب ليسوا فقط ظاهرة صوتية , بل
هم أيضا بالونة جوفاء لايملئها إلا الهواء , وهذا هو الزمان الحسن لإنفجار تلك البالونة .
ولو أننا أعملنا النظر فى عبارة الشيخ أمجد , لوجدنا أنها تنطوى على أمرين :
الأمر الأول : ثقة الشيخ العجيبة من أن المتنصرين والمسيحيين – وبالجملة غير المسلمين – فى النار
خالدين فيها أبدا !!!
الأمر الثانى : توهم الشيخ أن المسلمين لهم الجنة وحدهم وأنهم لن تمسهم النار أو يذوقوا الجحيم !!!
ولا أخفيكم سرا , أن غرضنا الأساسى من هذا المقال هو ثقب بالونة الشيخ الجوفاء بدبوس الحقيقة ,
وتفريغها من الهواء العنصرى العفن الذى يملئها , فالواقع أن هذه القضية أكبر من الشيخ أمجد , بل
ومن كل شيوخ الأردن , حيث أن كافة المسلمين يفكرون بهذه الطريقة , حيث يعتقدون أنهم داخلون
الجنة لامحالة , غير ذائقين للنار , فى الوقت ذاته يعتقدون أن جهنم جزاء أعد خصيصا لغير المسلمين !!
ومن هنا جاء مثلهم الشعبى ( أو قل الشعوبى ) العنصرى والذى لاينفكون عن ترديده دائما بمناسبة
وبدون مناسبة : ( عشم حنا فى الجنة ) !!!
والأن دعونا نقدم الرد على مزاعم الشيخ ومن هم على شاكلته , وكما تعودنا فسوف يكون ردنا مستندا للحجة
والبرهان , ومن المصادر الإسلامية قبل المسيحية , حتى يخرس كل كاذب مدعى ويرتد كيده إلى نحره ,
فإليك أيها الشيخ ردنا فى نقاط :
أولا : لاحظت من عبارتك ياشيخ أمجد , أنك تعتقد أن المسيحيين فى النار , فما هو دليلك على هذا الإعتقاد ,
وإلى أى نص فى عقيدتك تستند , خاصة وأن كلامك يتعارض مع نصين قرأنيين وهما :
(( إذ قال الله ياعيسى إنى متوفيك ورافعك إلىَ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين إتبعوك
فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة )) ( ال عمران 55 )
(( إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم أجرهم
عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون )) ( البقرة 62)
فالأيتين تعبران عن أمرين فى غاية الأهمية ,
الأمر الأول : أن المسيحيين الأتقياء لاخوف عليهم من النار بل لهم أجرهم فى دخول الجنة .
الأمر الثانى : أن المسيحيين ليسوا بكافرين بل هم مؤمنين وفوق الذين كفروا , فلامعنى لدخولهم النار ,
وخاصة أن الايات تتحدث عن أتباع المسيح إلى يوم القيامة وليس إلى زمن مجىء ( محمد ) ,
فما هو ردك على ذلك ياشيخ ؟!!
ثانيا : إننا كمسيحيين واثقين من دخولنا الملكوت , ولا نشك لحظة فى أنه لنا ملكوت السماوات , حيث يعدنا
كتابنا المقدس قائلا : (( إذا لاشىء من الدينونة الان على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب
الجسد بل حسب الروح )) ( رومية 8 : 1 )
فهل يعطيك إسلامك ياشيخ أمجد نفس الثقة والرجاء اللذان لنا فى دخول الملكوت ؟!!
إن قلت نعم فأنت كاذب ومكذب لرسولك ولصحابته ولموثوق عقيدتك الإسلامية !!
فمن أين لك بهذه الثقة ياشيخ , وعمربن الخطاب نفسه , أحد العشرة المبشرين بالجنة , وخليفة محمد الثانى ,
والذى قال عنه محمد : (( لوكان نبيا بعدى لكان عمر )) , ورغم كل ذلك , فعمر لايثق فى دخوله الجنة حتى
لووضعت إحدى رجليه فى الجنة والأخرى مازالت خارجا , فهو لايثق لأن إلهه وإلهك مكار ياشيخ ,
ومن الممكن أن يخدعه بعد وضع إحدى رجليه فى الجنة ويرجعه إلى النار ( الكاميرا الخفية يعنى ) !!!
وإليك الدليل على كلامى : جاء فى ( طبقات الشافعية الكبرى ) , الطبقة الرابعة , ( 26 : 56 ) :
(( كذلك وقال عمر رضى الله عنه لو أن رجلى الواحدة داخل الجنة والأخرى فى النار ما أمنت مكر الله ))
فمن أين لك بهذه الثقة ياشيخ , وما هو شأنك فى الإسلام بجانب ( عمربن الخطاب ) ؟!
والمشكلة ياشيخ أمجد أن رسولك (محمد ) نفسه لايثق فى دخوله الجنة , حيث جاء فى صحيح البخارى :
(( حدثنا على بن عبد الله حدثنا محمد بن الزبرقان حدثنا موسى بن عقبة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة عن النبى (ص) قال : سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لايدخل أحد الجنة عمله , قالوا : ولا انت
يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله بمغفرة ورحمة ))
( صحيح البخارى , كتاب الرقائق , باب القصد والمداومة على العمل )
والسؤال هل تعتقد ياشيخ أمجد أنك أفضل من رسولك حتى تثق من دخولك الجنة فى حين لايثق هو فى
دخوله ؟!!!
بل أن المفاجأة التى أود أن أهديها لك ياشيخنا , هى أنك بقولك هذا , وثقتك فى دخول الجنة ,
وأمنك من مكر إلهك بك , تكون بحسب المعتقد الإسلامى مرتكبا لأكبر الكبائر !!!
جاء فى ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) لعلى بن أبى بكر الهيثمى : (( عن ابن مسعود قال : الكبائر :
الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله وفى رواية أكبر الكبائر ))
( المحدث : الهيثمى , المصدر مجمع الزوائد , الصفحة أو الرقم 1/ 109 , خلاصة الدرجة:
إسناده صحيح )
أرأيت ياشيخ أمجد كيف إقتادتك عنجهيتك الجوفاء لإرتكاب أكبر الكبائر فى دينك , وإلى أن تخطىء فى حق
إلهك المكار ؟! ( وأنا أنصحك ياشيخ بالتوبة والإعتذار لمعبودك المكار , فأنت مخطىء فى حقه لأنك أمنت
مكره فى حين أنه إله مالوش أمان – زى البحر يعنى – فعليك استعطافه وتقبيل ثعلبيته وشكره على دهائه )
ثالثا : يتضح لى من عبارتك ياشيخ أمجد , أنك تعتقد أن المسلمين سوف يدخلون الجنة خالدين فيها دون
عذاب , وهذا جهل بالعقيدة الإسلامية ماكان على شيخ مثلك أن يقع فيه – إلا إن كنت تعلم وتريد التدليس على
الناس – فالعقيدة الإسلامية تخبرنا أن كل المسلمين سوف يدخلون النار لفترة زمنية , حتى يتحنن إلههم عليهم
ويخرجهم منها , وإليك الأدلة :
(( إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة أن لاإله إلا الله تمنى الاخرون لوكانوا مسلمين ))
( الراوى : أنس بن مالك , المحدث : الألبانى , المصدر : كتاب السنة , الصفحة أو الرقم : 844 ,
خلاصة الدرجة صحيح ) , فالمسلم لابد وأن يرد على النار قبل دخوله الجنة وهذا بنص القرأن :
(( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) ( مريم 71)
والورود على النار هنا ياشيخ بمعنى الدخول فيها , وإليك الدليل :
جاء فى تفسير ( جامع البيان عن تأويل اى القرأن ) لإبن جرير الطبرى :
(( وروى عن يونس أنه كان يقرأ ’’ وإن منكم إلا واردها ’’ الورود الدخول على التفسير للورود فغلظ فيه
بعض الرواه فألحقه بالقرأن , وفى الدارمى عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (ص) :
يرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فمنهم كلمح البصر ثم كالريح ثم كخضر الفرس ثم كالراكب المجد
فى رحلة ثم كشد الرجل فى مشيته , وروى عن إبن عباس أنه قال فى هذه المسألة لنافع بن الأزرق الخارجى
أما أنا وأنت فلابد أن نردها أما أنا فينجينى الله منها وأما أنت فما أظنه ينجيك لتكذيبك ))
فالأصل فى الإسلام أن جميع المسلمين سوف يدخلون النار ابتداء , ثم يخرجون منها بعد مدد تختلف بين كل
مسلم والاخر , وكم هى واضحة ومركزة عبارة إبن عباس فى هذا السياق : ’’ أما أنا وأنت فلابد أن
نردها ’’ !!!!!!
ولا أعرف ياشيخ أمجد كيف تتبع إلها سوف يردك على النار لامحالة وبحسب تعبير الاية ( كان حتما
مقضيا ) , والكارثة أنك بدل أن تتكتم على مصيبتك ومصيبة قومك مع هذا الإله تخرج علينا لترمينا بدائك ,
ليصدق عليك المثل ( بيته من زجاج ويقذف الناس بالطوب ) !!!
رابعا : يقول الشيخ أمجد : ( اللى عايز يروح جهنم هوة حر )
وهنا يحاول الشيخ بالكذب والتزوير أن ينسبنا نحن المسيحيين إلى جهنم وكأننا ( جهنميون ) !!!
وهنا أجد أنه يتوجب علىً أن أقوم بكشف كذبك وتدليسك أيها الشيخ المراوغ , وأريك ومن تخدعهم
من هم الجهنميون ؟ هل نحن أم أنتم ؟
فالحقيقة أن المنتسبين لجهنم أو ( الجهنميون ) بحسب التعبير الإسلامى , هم المسلمون الخارجون من النار
بشفاعة محمد – هذا بحسب الإعتقاد الإسلامى – وليس نحن , وهاك الدليل ياشيخ :
(( ليخرجن قوم من أمتى من النار بشفاعتى يسمون جهنميون ))
( الراوى : عمران بن حصين , المحدث الترمذى , المصدر سنن الترمذى , الصفحة أو الرقم : 2600,
خلاصة الدرجة : حسن صحيح )
(( يخرج من النار قوم يقال لهم الجهنميون من شفاعة محمد (ص) ))
( الراوى : عمران بن حصين , المحدث : ابن خزيمة , المصدر : التوحيد , الصفحة أو الرقم : 666 / 2 ,
خلاصة الدرجة : صحيح )
هل أدركت ياشيخ الأن من هم الجهنميون المنتسبون لجهنم ؟!!!!!!
وفى النهاية أقول لك ولكل من هم على شاكلتك :
إن كنتم قد رضيتم أن تعبدوا إلها يدخلكم جهنم لامحالة
وإن كنتم قد رضيتم أن تعبدوا إلها مكارا لايأمن أحد مكره ,
وإن كنتم لاتجدون عيبا فى أنكم لاتعلمون مصيركم مع الصنم الذى وثقتم فيه ,
إن كنتم عاجزون ياسادة , متماهون إلى حد التلاشى , مغلوبين إلى حد الهزيمة
فلاترموا الواثقين بالباطل , فنحن على ثقة دائمة من أنه (( لاشىء من الدينونة على الذين هم فى المسيح
يسوع السالكين ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح )) ( رومية 8 : 1 )
وفى النهاية , فنحن نناشد شيوخ المسلمين وعلمائهم – إن كان هذا الهراء يعد علما – أن تقوموا بتغيير
مثلكم العنصرى : ( عشم حنا فى الجنة ) على ضوء الأيات والأحاديث والتفسيرات التى أفدناكم بها ,
ليصبح المثل الصحيح : ( عشم المحمديون فى الجنة )
هذا إن كان عندكم ثمة حياء , وشيئا من فضيلة الإعتراف بالحق , الأمر الذى لانثق فيه ولانعول عليه كثيرا
كتب : محمد حجازى ( بيشوى )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
انا عايزة اقول تعليق وهو آول وآخر تعليق ع الانحطاط اللي انتوا فيه
أنا الحمد والشكر لله تعالى مسلمة وأفتخر بديني ومحجبة عن قناعة وعلى فكرة ديني ورثته عن أمي وأبويا اللي هما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم والحمد لله راضيين بيه كلنا عن قناعة ورضا وباعمال عقولنا ولسنا مغيبين لأن ديننا منحنا كل ما تطمح اليه النفس في الدنيا والآخرةأنا بشفق عليكم فعلا وأسجد لربي شكرا انه خلقني مسلمة وحقيقي لو كنت لأب وأم مسيحيين وتعمقت وقتها في جميع الأديان لأرتضيت الاسلام دينا وطبعا الكلام ده للناس اللي اتولدت مسيحية.
أما بالنسبة لكم أنا معنديش كلام أوصفكم بيه لأني بعد ما قرأت جميع المواضيع التافهة في مدونتكم المشتركة اللي باجماع الناس كلها انها لغرض الشهرة لا اكتر او يديرها متطرفون محترفون فهي كلها افتراءات على الاسلام وعلى نبي الله تعالى والرسول الكريم عليه أفضل وأشرف وأجل السلام وانكم لم تكونوا تمتوا للاسلام بصلة من ذي قبل فهل فعلا الحجاب غطاء وحجاب للعقل وهل كل الافتراءات التي ذكرت عن الرسول حقيقية عار عليكم
ومن أعطى لكي الحق ان تتكلمي عن الحجاب فانتي رفضتيه فليكن لكن لاتمسي حريتي في اختياري لديني ومعتقداتي وكيف اطبقها وحريتي المسؤولة في اختيار حجابي
ومن اعطى لك انت أيضا الحق في التلفظ بهذه الصفات على ربي وديني ونبيي
من كان يعتنق دينا وتركه ليعتنق أي دين آخر سيتنزه عن ذلك الدين القديم وان اعطى لنفسه الحق ليشرح او يوضح شيئا فليشرح عن دينه الجديد الذي يعتبره الخلاص فلم اذا كل تلك الضجة ومحاولة تشويه أعظم الأديان
فلتبشر بدينك لا مشكلة لدي لكن اياكم والاقتراب من ديني
ولن أدخل في مهاترات لأشرح لكم كذب ماتدعونه لأن الاسلام ليس في حاجة الي أن يشرح لمن هم على شاكلتكم مدى سماحته وتقبله للأديان الأخرى ومدى عظمة نبيه وأصحابه وقبل كل ذلك مدى قدرة الله عز وجل وكرمه وعزته وجلاله
اتكلمتوا كتييير وغلطوا كتير وأتمنى من الله العلي القدير أن يأخذكم أخذ عزيز مقتدر.
إرسال تعليق